الخميس، 25 فبراير 2016

العبودية فى أمريكا









العبودية فى أمريكا.. تاريخ من الظلم “الأبيض” حرّره السُّود بدمائهم


مشكلة العبيد والتفرقة العنصرية بسبب لون البشرة كانت أزمة كبيرة فى القرن الماضى بالولايات المتحدة الأمريكية، لدرجة أنها وصلت إلى حرب أهلية بين ذوى البشرة البيضاء والبشرة السوداء وذهب ضحيتها الآلاف من المواطنين، لكن ما سبب وجود أصحاب البشرة السوداء داخل بلد مثل أمريكا؟.. فلنجاوب على هذه السؤال من خلال السطور القادمة…

كانت الشعوب الأوروبية التى تمتلك مستعمرات فى أمريكا تستخدم فى زراعة البن وقصر السكر العبيد الذين كانت تشتريهم بكثرة من سواحل أفريقية، والواقع أنهم كانوا أقدر من غيرهم على تحمل مشقة العمل فى البلاد الحارة.

وبدأت فى أوروبا منذ الثورة الفرنسية حركة احتجاج ضد تجارة الرقيق فألغته السويد عام 1847 وفرنسا فى عام 1848 وتبعهما بقية الممالك.

أما فى الولايات المتحدة فقد كانت مسألة الرقيق سبباً فى حدوث حروب مدنية طاحنة ، وذلك أن ولايتى “جيورجى” و”كارولين” الواقعتين فى الجنوب الشرقى كانتا تزرعان القطن فى مساحات واسعة، وكان لابد لهما من استعمال العبيد لهذه الغاية خصوصا بعد أن ثبت أن القطن مصدر ثروة كبيرة فى البلاد، وكانت الولايتان المجاورتان “ماريلاند” و”فرجينى”اللتان لا يصلح جوهما للقطن تشتغلان بتربية العبيد واستجلابهم فيبتاعهم كبار الملاك، والزراعين فى البلاد القطنية.

ونتج عن ذلك ازدياد عدد العبيد فى هذه الولايات الجنوبية، وانتشار تجارة الرقيق فيها مع أن إحدى مواد دستور سنة 1787 كانت تنص على أنه فى جميع ولايات الاتحاد لا يجوز استجلاب العبيد ابتداء من سنة 1808م، ورغم ذلك فإن موظفى الولايات الجنوبية ظلوا بعد سنة 1808 يساعدون على دخول العبيد فى أمريكا عن طريق التهريب.

وكان عددهم 700 ألف فى عام 1790 منهم 40 ألف فى ثمانى الولايات الشمالية و 660 ألف فى الولايات الجنوبية، فبلع مليوناً ونصف فى عام 1820م، فى حين أن سكان الشمال البيض كانوا يزيدون عن خمسة الملايين.

وقد بدأ بعض الأفراد حوالى عام 1883م يطلبون بإسم الإنسانية تحريم الرق، وأخذ الكتاب والأدباء يصورون بؤس العبيد وما يترتب على وجودهم من انحطاط فى الأخلاق عامة، وتألف فى الشمال سنة 1854 “الحزب الجمهورى” الذى أعلن الحرب على الرق وفاز مرشحه فى الانتخاب “إبراهام لنكولن” الذى صار رئيساً للجمهورية فى 6 نوفمبر عام 1860.


ونشبت الحرب على أثر ذلك بين ولايات الشمال والجنوب ودامت أربعة أعوام ( 1861- 1865) انتصر فيها الشمال بفضل تفوقه العددى، كان سكانه 19 مليون من البيض وسكان الجنوب 12 مليون منهم 4 ملايين من العبيد.

وهزم “جرانت” قائد الشمال “روبرت لى” قائد الجنوب هزيمة ساحقة فى أبريل 1865 فانتهت الحرب بعد أن كلفت الشمال وحده 300 ألف رجل و 600 مليون جنيه.

وكان المؤتمر الاتحادى أعلن إلغاء الرق فى ولايات الاتحاد يونيو 1862 وفى الولايات الثائرة يناير 1863م، وتم إدخال تعديل فى الدستور ينص على إلغاء الرق إلغاءاً تاماً فى الولايات المتحدة ، وقرر المؤتمر فيما بعد منح العبيد نفس الحقوق السياسية التى يتمتع بها البيض.

ومن ذلك الوقت نشأت “المشكلة السوداء” ورغم من مساواتهم بالبيض أمام القانون فإن البيض فى الجنوب يتذرعون بجميع الوسائل لإقصائهم من الانتخابات والحقوق السياسية والاجتماعية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق