الأربعاء، 24 فبراير 2016

التدخين



 التدخين يعتبر التدخين من أكثر السلوكيات التي اعتادها الناس في القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين ، وغزت هذه الظاهرة العالم ككل ، فأصبحت بين يدي الصغير قبل الكبير ، ومن اعتادها من الصغار ليتم معاملتهم كمعاملة الكبار ، فالطفل يحب أن يقلد والديه ، أو على الأقل أبيه ، فيقوم بتقليده في الأمور التي تجعله عرضة للضرر ، وأن يكون رجلاً في نظر نفسه وأصدقائه ، ومن الملاحظ في الآونة الأخيرة أن التدخين أصبح الوسيلة الوحيدة بين فئة الشباب للتخلص من المشاكل ، والعمل الجاد على القضاء عليها ، من خلال نسيانها خلال فترات النهار ، وأصبح التدخين الوسيلة الامثل التي انتشرت بين الشباب والكبار في السن على حد سواء ، والغريب في الأمر حقاً أن التدخين معروف بمدى خطورته ، ومدى قدرته على تدمير الصحة ، فقد أثبتت منظمات الصحة العالمية أن الأعداد التي تموت بسبب التدخين سنوياً ، فاقت الأعداد التي توفيت بسبب مرض الطاعون في السابق ، فأصبح هذا التدخين السبب الأبرز للوفاة ، فهناك شعار يقول إن أردت أن تنتحر قم بالتدخين ، فهي وسيلة فعالة حقاً . ولأن التدخين الآفة العصرية ، ومنبع الأمراض المزمنة ، كان لا بد من الوقوف على مجرياته ، وأسباب انتشاره بين فئات عمرية محددة ، وبين الإدمان الواضح عليه ، كان لا بد من الوقوف أيضاً على الأضرار الجسيمة التي يتركها في الجسم ، فهو يدمر الصحة بالبطيء ، ويجعلك تشعر كأنك في عمر الثمانين ، وأنت لم تتعد الثلاثين بعد ، ويقتل ملايين الخلايا يومياً ، ومنها الخلاية الدماغية التي لا يمكن أن تتعوض أبداً ، بل ويجعلك أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة ، وأمراض العصر الحديث ، كالقلب ، وتصلب الشرايين ، والسكتة الدماغية والسرطان وغيرها ، كل هذا وأكثر ، وعندما تحادث أصحاب العادة السيئة تفاجأ بنظراتهم الغوغائية ، كأنهم لا يعون ما يفعلون بأنفسهم ، وتجد السعال رفيق دربهم ، ولا تستطيع ان تقدم النصيحة لهم ، فهم يعرفون الأضرار جيداً ، ويعرفون أنهم يغرقون ، ولكن لا بديل عن التدخين ، فكما لاحظنا في حياتنا اليومية ، نجد المدخن عندما يبدأ بالضجر والضيق ، وعندما يدخل في حالة من الكبت والإحباط ، سرعان ما يلجأ للتدخين ، كوسيلة للهروب من واقع أليم ، ترك في صاحبه معاناة ، لا يمكن أن يفارقها على مر العمر ، وكأنه يحاول أن ينتحر ويموت ، ويتخلص من أزماته بواسطة السيجارة . وختاماً ، فإن التدخين يجعلك تشعر أنك شخص غير مرغوب ، فرائحة أنفاس المدخن كريهة على الدوام ، يحبب أن ينفرد بنفسه ، يكره الخلطة بالأخرين ، وكأنه يعاقب نفسه لإدمانه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق